أحزانٌ كثيرة في خِزانةِ الأحزان ، هُنالكَ حُزنٌ يُقطِّعُ قلبَ طفلةٍ لازالت في بدايةِ حياتِها ،
لا طعْمَ للفرحةِ عندَها ، قليلةُ الكلام ، فباتَ الصّمتُ عنواناً لها ،
للحُزنِ باتت أسيرة ،
دوماً ما تقفُ هُناك وتُنادي:
" أبي ، أيْنَ أنت ؟! مالكَ تركتني في هذِهِ الدُّنيا وحيدة ؟!
أبي ، كُنتُ أرى فيكَ الحنان ،
أبي ، كُنتَ ملاذي بعدَ فراقِ أُمّي ،
أبي ، اشتقتُ لحِضنَك الدّافئ ،
أبي ، هانَ عليْكَ تركي وحيدة في هذهِ الدُّنيا ؟! "
في أحدِ الأيّام كانَت تُناديه ، فسمِعَتْ صوْتاً يردُّ عليها ،
إنّهُ طيْفُ أباها ، كانَ يُجيبُها ، فيقول:
" في رحمةِ الله أنا شددتُ رحاليَ ، عن دارِ الفناءِ أنا رحلَت ،
إلى حُفرةٍ في باطنِ الأرض أنا رحلت ،
ابنتي أنصتي لي: تمسّكي بالأمل ، واعملي لحياتكِ ،
وابحثي عن السّعادة التي إن أردتيها ستجدينها ، الحياةُ ستستمرُّ بيَ أو بدوني ،
فليْسَ الحُزنُ على فراقيَ يجلبُ تلكَ السّعادة ، والحُزنُ لن يأتي بي ،
ابنتي: ها قد حانَ موعدُ العودةِ إلى جسدي ، تذكّري كلامي جيِّداً " .